شهرزاد: من "أم كلثوم" إلى "مطربة العبور" في مسيرة حافلة بالنجاحات

 شهرزاد: من "أم كلثوم" إلى "مطربة العبور" في مسيرة حافلة بالنجاحات



الحديث عن الفنانة شهرزاد ليس مجرد استعراض لمسيرتها الفنية، بل هو رحلة عبر الزمن الفني المصري، الذي قدم العديد من الأيقونات التي صاغت معالمه وخلدت آثارها في الأذهان. هي شفيقة محمد، التي ولدت في 8 يناير 1928، لتصبح أحد أبرز الأسماء في عالم الطرب المصري.


بدأت شهرزاد مشوارها الفني في سن مبكرة، عندما اكتشفها المخرج زكي طليمات خلال إحدى حفلات المدرسة، لينطلق بها إلى عالم الأوبريتات والمسارح، ثم يتوالى ظهورها على الساحة الفنية بأغانيٍ خالدة. لكن الحدث الذي شكل نقطة فارقة في مسيرتها كان عندما قدمها الموسيقار رياض السنباطي إلى الإذاعة، حيث كانت أغنيتها "أول ما جئت في الميعاد" عام 1952 هي أول خطواتها نحو النجومية.


قدرتها على جمع الأصالة مع الحداثة جعلها محط إعجاب كبار الملحنين والشعراء، وتعاونت مع أسماء لامعة مثل كمال الطويل وبليغ حمدي ومحمد الموجي، كما قدمت أكثر من 300 أغنية تنوعت بين الأغاني العاطفية والوطنية. ما جعل شهرزاد تتميز ليس فقط كصوت قوي، بل كمطربة وطنية ساهمت في رفع الروح المعنوية للمجتمع المصري في أوقات الحرب والسلام.


لكن شهرة شهرزاد الحقيقية تأثرت بشدة بالحادثة الشهيرة التي جمعتها مع أم كلثوم، حيث سحب السنباطي أغنيته الشهيرة "يا ناسينى" من أم كلثوم ومنحها لشهرزاد في موقف وصفه النقاد بـ"التحول الفني الكبير"، مما أكسبها شعبية واسعة وضعها في طليعة مطربي الصف الأول.


تُذكر كذلك مشاركتها في حرب أكتوبر حيث أطلقت أغنيتها الشهيرة "سمينا وعدينا"، مما جعلها تُلقب بـ"مطربة العبور"، وبالفعل هي واحدة من أول من قدم أغاني تعكس فخر الشعب المصري بإنجازات حرب أكتوبر.


لم تقتصر شهرة شهرزاد على مجال الغناء فحسب، بل توسعت لتشمل السينما، حيث قدمت العديد من الأفلام التي تركت بصمة في السينما المصرية. وبالإضافة إلى ذلك، كرّمت من قبل الرئيس أنور السادات على إنجازاتها الفنية، ومنحت جوائز تقديرًا لمسيرتها العطرة.


رحيلها في عام 2013 لم يمحِ ذكرى هذه الفنانة الكبيرة التي تُعد واحدة من الرموز المضيئة في سماء الفن المصري، حيث تركت إرثًا لا يُنسى من الألحان والأغاني التي ستظل خالدة في قلوب محبيها.



إرسال تعليق

أحدث أقدم

نموذج الاتصال