يُعد بلال محمد أحد أبرز المصممين الشباب في مجال أغلفة الكتب في مصر والوطن العربي، حيث نجح خلال مسيرته في تصميم أكثر من 1000 غلاف كتاب خلال 7 سنوات من العمل المتواصل، وتعاون خلالها مع ما يزيد عن 70 دار نشر في مصر والوطن العربي.
يتميز بلال بأسلوبه المختلف في تصميم الأغلفة، حيث يتعامل مع الغلاف ليس كمجرد صورة جذابة، بل كجزء أساسي من بنية العمل الأدبي، يرى أن الغلاف الجيد لا يشرح محتوى الرواية بشكل مباشر، بل يُعبّر عنها من خلال الرمزية، واللون، والمساحة، والحالة النفسية.
تقوم فلسفة تصميمه على فكرة أن الغلاف هو أول تعارف بين القارئ والكتاب، فإذا كانت الرواية حزينة يظهر ذلك في الألوان المختارة، وإذا كانت تميل للجنون أو عدم الاتزان ينعكس ذلك على توازن العناصر البصرية، أما إذا سيطر على العمل إحساس بالوحدة، فتظهر المساحات الفارغة كأداة للتعبير الفني، وتُعد هذه مجرد أمثلة لبعض الرمزيات البصرية التي يعتمدها بلال في تصميم أغلفته.
حيث يوظف كل عنصر بعناية لإيصال إحساس الرواية او الكتاب دون شرح مباشر، بل من خلال إحساس بصري متكامل، يركز بلال في أعماله على إثارة تفكير القارئ من خلال الغلاف، بحيث يخلق لحظة تأمل وتساؤل، دون أن يكشف كل شيء، هذا الأسلوب يمنح الغلاف قوة خاصة ويحوّله إلى تجربة بصرية مستقلة.
في ظل التنافس الكبير في سوق النشر، أصبح الغلاف عنصرًا حاسمًا في وصول الكتاب للجمهور، وفي هذا السياق، يأتي أسلوب بلال ليمنح الغلاف العربي روحًا جديدة، ويعيد له مكانته كجزء أصيل من العمل الأدبي والثقافي.
بالإضافة لكونه مصممًا، فهو يُنظر إليه كشريك في نجاح كل إصدار، بما يضيفه من رؤية فنية تُكمِل الحكاية قبل أن تبدأ الكلمات.