غضب عربي يساري: العدوان على إيران محاولة لفرض هيمنة أمريكية – صهيونية جديدة




في خطوة تعكس حالة الرفض المتصاعدة في الشارع السياسي العربي، أصدرت الأحزاب الشيوعية في عدد من الدول العربية بيانًا شديد اللهجة ضد ما وصفته بـ"العدوان السافر" الذي شنّته القوات الأمريكية على الأراضي الإيرانية، معتبرةً إياه تصعيدًا خطيرًا يُهدد الأمن الإقليمي والعالمي ويمثل تمهيدًا لمرحلة جديدة من محاولات السيطرة على الشرق الأوسط.


وأكدت الأحزاب أن هذا الهجوم ليس فقط على منشآت نووية، بل هو رسالة واضحة بإعادة فرض الهيمنة الأمريكية – الصهيونية على دول المنطقة، عبر استهداف كل من يحاول الخروج عن طوع القوى الإمبريالية. وشددت على أن إيران ليست وحدها المستهدفة، بل المشروع بأكمله يهدف لتفكيك الدول الوطنية، وكسر إرادة الشعوب، ومصادرة القرار السيادي.


ورفض المشاركون في الاجتماع الاستثنائي، الذي عُقد في الثاني والعشرين من يونيو، سياسة الكيل بمكيالين، مطالبين بوقف فوري للهجمات العسكرية، ومؤكدين على حق كل دولة في امتلاك التكنولوجيا السلمية وتقرير مصيرها دون تدخل خارجي. كما دعوا لرفض التطبيع مع الكيان الصهيوني، والعمل على تعبئة القوى الشعبية لصد محاولات تحويل بعض العواصم العربية إلى قواعد للهجمات.


البيان لم يقتصر على الشأن الإيراني، بل حمّل الاحتلال الصهيوني مسؤولية ما وصفه بـ"حرب إبادة" ضد الشعب الفلسطيني، مندّدًا بما تشهده غزة من جرائم، وما تتعرض له شعوب لبنان وسوريا واليمن من اعتداءات مستمرة. كما عبّر المجتمعون عن تضامنهم مع الشعب السوداني، مطالبين بوقف الحرب الأهلية وفتح الطريق أمام دولة مدنية موحدة.


ووسط هذا المشهد المتوتر، دعت القوى اليسارية إلى تشكيل جبهة أممية تقدمية للتصدي للحروب والهيمنة، مؤكدة أن القضية الفلسطينية تظل جوهر الصراع، وأن الحل لا يكون إلا بإنهاء الاحتلال وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس.


يأتي هذا الموقف كجزء من حالة استنفار أوسع في المنطقة، إذ تتابع الشعوب العربية بقلق بالغ تطورات المواجهة بين إيران والولايات المتحدة وحلفائها، وسط مخاوف من اتساع دائرة الصراع وتحول المنطقة بأكملها إلى ساحة صدام جديدة.



إرسال تعليق

أحدث أقدم

نموذج الاتصال