أثار إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن "وقف كامل لإطلاق النار" بين إسرائيل وإيران تساؤلات عديدة حول ما إذا كانت هذه الخطوة تعني نهاية فعلية للحرب، أم أنها مجرد استراحة مؤقتة في صراع طويل الأمد.
في هذا السياق، أوضح خبير القانون الدولي الدكتور أيمن سلامة أن هناك فروقًا جوهرية بين مصطلحات مثل "وقف إطلاق النار"، و"الهدنة"، و"معاهدة السلام"، مشيرًا إلى أن هذه الفروق ليست مجرد تفاصيل قانونية، بل تؤثر بشكل مباشر على مستقبل العلاقات بين الدول المتنازعة.
فبحسب القانون الدولي الإنساني، فإن وقف إطلاق النار يُعد اتفاقًا مؤقتًا لوقف الأعمال القتالية، يُستخدم غالبًا لأغراض إنسانية مثل إجلاء الجرحى أو إدخال مساعدات. لكنه لا يعني بالضرورة إنهاء الحرب، بل هو فقط تعليق مؤقت للعمليات العسكرية.
أما الهدنة، فهي اتفاق رسمي أكثر عمقًا، يستهدف تعليق القتال إلى أجل غير مسمى أو حتى يتم التوصل إلى حل سياسي شامل. ومثال واضح على ذلك هدنة الحرب الكورية التي بدأت عام 1953 وما زالت قائمة حتى اليوم دون توقيع معاهدة سلام.
وعلى الجانب الآخر، فإن معاهدة السلام هي الصيغة الوحيدة التي تُنهي الحرب بشكل قانوني ورسمي، وتشتمل على بنود مفصلة تتعلق بترسيم الحدود، وتبادل الأسرى، والتعويضات، وإعادة العلاقات الدبلوماسية والتجارية. وأبرز الأمثلة في هذا السياق هي معاهدة السلام بين مصر وإسرائيل الموقعة عام 1979.
من هنا، فإن ما أُعلن عنه لا يتعدى كونه خطوة أولية نحو التهدئة، لكنه لا يغلق باب التصعيد مستقبلاً. فغياب معاهدة سلام حقيقية ومُلزمة يعني أن حالة الحرب من الناحية القانونية لا تزال قائمة، ما يترك المجال مفتوحًا لعودة القتال في أي لحظة.
الرسالة واضحة: السلام الحقيقي لا يتحقق بقرار منفرد أو اتفاق مؤقت، بل من خلال مفاوضات جادة تؤدي إلى وثيقة سلام شاملة تُوقَّع وتُحترم من كل الأطراف. وحتى يحدث ذلك، ستظل المنطقة تعيش تحت ظل صراع قابل للاشتعال من جديد.