أمين الزاوي: العائلة كمرآة للمجتمع في رواياتي
ضمن فعاليات معرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته الـ56، شهدت القاعة الرئيسية ندوة مميزة حول إشكالية الكتابة الروائية باللغتين العربية والفرنسية في التجربة الجزائرية، كان ضيفها الكاتب الجزائري الدكتور أمين الزاوي، الذي تحدث عن حضور العائلة في أعماله وأثرها العميق في تشكيل شخصيات رواياته.
العائلة.. محور الرواية والتاريخ
أكد الزاوي خلال الجلسة التي أدارها الكاتب الصحفي سيد محمود، أن العائلة ليست مجرد خلفية للأحداث، بل هي عنصر جوهري يُحدد مصير الشخصيات في رواياته. وضرب مثالًا بشخصية "مسعودة القارح"، التي تجسّد قوة المرأة في مجتمع تقليدي، وكيف أن صدماتها العائلية رسمت مسار حياتها.
وأشار إلى أن روايته "الأصنام" تسلط الضوء على تأثير العائلة في حياة الأفراد، من خلال شخصية "حميميد"، الطفل الذي وُلد يوم الانقلاب في الجزائر، مما جعل حياته تتقاطع مع التحولات السياسية والاجتماعية الكبرى.
تجربة شخصية ملهمة
كشف الزاوي عن أن نشأته وسط سبع أخوات شكلت رؤيته لدور المرأة في المجتمع، معتبرًا أن "المرأة تعيش بحرية ومسؤولية في آنٍ واحد". كما تحدث عن تأثير والديه، اللذين عاشا معًا 64 عامًا من الحب والتفاهم، على قناعته بأن العائلة هي اللبنة الأولى للأخلاق والقيم.
ما بين العربية والفرنسية.. أيهما الأقرب؟
وعند الحديث عن الكتابة بلغتين، أوضح الزاوي أن لكل لغة روحها الخاصة، لكنه يرى أن الرواية ليست مجرد وسيلة تعبير، بل هي تجربة ثقافية تعكس هوية الكاتب. لذا، فهو يكتب بالفرنسية لكنه لا ينفصل عن لغته الأم، التي يراها متجذرة في وعيه وإبداعه.
جاءت الندوة كنافذة على عالم أمين الزاوي الأدبي، حيث سلط الضوء على البعد الإنساني في رواياته، وكيف تعكس شخصياته صراعات مجتمعاتها، ليؤكد مرة أخرى أن العائلة ليست مجرد رابطة دم، بل هي مرآة تعكس تحولات الزمن والمكان.