أم كلثوم.. أسطورة تتجدد في معرض القاهرة للكتاب
ضمن الفعاليات الثقافية المتميزة لمعرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته الـ56، استضافت القاعة الرئيسية ندوة خاصة لمناقشة كتاب "أم كلثوم.. صدى مصر الخالد"، الذي يستعرض رحلة كوكب الشرق الفنية والشخصية، وتأثيرها العابر للزمن.
أدار الندوة الكاتب الصحفي عبد السلام فاروق، وشارك في النقاش الناقد الفني خطاب معوض، الذي استهل حديثه بالتأكيد على أن أم كلثوم لم تكن مجرد مطربة، بل كانت صوتًا يعكس روح مصر وهويتها. وأوضح أن اختيار عنوان الكتاب يعبر عن كونها ليست فقط "صوت مصر"، بل صداها الذي ظل يتردد في وجدان الأجيال.
96 صفحة من التوثيق والإبداع
أشاد معوض بأسلوب الكاتب معتز محسن في تقديم صورة شاملة وموثقة عن حياة أم كلثوم في كتاب لا يتجاوز 96 صفحة، معتبرًا ذلك إنجازًا كبيرًا. وأضاف أن الكاتب استخدم البحث الاستقصائي، مما جعل السرد مشوقًا، وكأن القارئ يعيش الأحداث مع كوكب الشرق.
محطات بارزة في مسيرة الأسطورة
تناول النقاش بدايات أم كلثوم كمُنشدَة دينية حتى اكتشافها على يد الشيخ أبو العلا محمد، الذي نصحها بالانتقال إلى القاهرة، حيث تعاونت مع كبار الملحنين مثل زكريا أحمد، رياض السنباطي، ومحمد القصبجي، وصنعت إرثًا موسيقيًا لا ينسى.
كما سلط الكتاب الضوء على دورها الوطني، خاصة بعد نكسة 1967، عندما قدمت حفلات لجمع التبرعات لدعم الجيش المصري، إلى جانب علاقتها بالملكية وثورة يوليو 1952، وكيف تدخل جمال عبد الناصر لإعادتها إلى الساحة الفنية بعد قرار منعها من الإذاعة.
الجانب الإنساني والإداري لأم كلثوم
لم يغفل النقاش الجوانب الإنسانية في حياة أم كلثوم، حيث أشار معوض إلى دعمها الاقتصادي لشخصيات بارزة مثل طلعت حرب، ومساعدتها للأخوين مصطفى وعلي أمين، إلى جانب إدارتها الذكية لموهبتها، مما جعلها تتربع على عرش الغناء العربي لعقود.
اختُتمت الندوة بتأكيد الحاضرين على أن أم كلثوم ليست مجرد مطربة، بل رمز خالد، صداها لا يزال يتردد في أرجاء العالم العربي، متحديًا حدود الزمن والتغيرات الثقافية.