أم كلثوم تُحيي الذكرى الخمسين في أمسية شعرية تحت قبة الأوبرا: رحلة بين الشعر والغناء"
في أمسية فنية مليئة بالعراقة، احتفى المجلس الأعلى للثقافة بذكرى رحيل كوكب الشرق، أم كلثوم، في الذكرى الخمسين لوفاتها، وذلك في لقاء مميز أقيم مساء أمس بمقر المجلس في دار الأوبرا المصرية. الأمسية الشعرية التي أدارها الشاعر أحمد حسن، كانت فرصة لاستحضار سحر تلك الفنانة التي لم تقتصر على كونها صوتًا فنيًا مميزًا، بل كانت أيضًا جزءًا من حركة ثقافية وفكرية هامة.
قال الشاعر أحمد حسن في بداية الأمسية: "نحن هنا لنحتفل بأم كلثوم، ليس فقط كفنانة عظيمة، بل كمفكرة وقائدة فكرية كان لها دور بارز في النهضة الثقافية في مصر." وأكد أن قيمة الاحتفاء بأم كلثوم تتجاوز الكلمات والشعارات لتشمل دراسة تأثيرها في الشعر والغناء معًا.
وخلال الأمسية، تحدث الدكتور أحمد يوسف، الباحث المعروف، عن كتابه "أم كلثوم الشعر والغناء" الذي يوثق لدور كوكب الشرق في إعادة إحياء وتقديم التراث الشعري بأسلوب غنائي فريد. وشرح يوسف كيف اختارت أم كلثوم قصائد لشعراء كبار مثل بكر بن النطاح وأبو فراس الحمداني، وكيف أعادت تقديم التراث الأدبي العربي بروح جديدة تناغم فيها الشعر مع الألحان.
وأشار يوسف إلى أن أم كلثوم لم تكن مجرد فنانة، بل كانت جزءًا من حركة التنوير في مصر، حيث ساهمت في نشر الثقافة من خلال غنائها لقصائد من التراث الأدبي العربي، مما جعلها جزءًا من مشروع ثقافي أكبر. كما ذكر أن أم كلثوم اختارت قصائدها بعناية، حيث كانت تفضل الشعر الطويل والمعقد، وتدمجه مع الموسيقى بشكل يتماشى مع فكر النهضة.
وفي ختام اللقاء، شهدت الأمسية قراءات شعرية من عدد من الشعراء المعاصرين الذين قدموا مجموعة من القصائد المستلهمة من شعر أم كلثوم وأثرها في الأدب العربي. كما أن الحضور تفاعل بشكل كبير مع الفقرات الشعرية التي قدمها كل من عماد غزالي، عبده المصري، عمرو البطا، وخالد أبو العلا، مما أضفى على الأمسية جوًا من الاحتفاء بالتراث الأدبي والفني.
كانت الأمسية بمثابة رحلة عبر الزمن، حيث التقت أصوات الشعر والموسيقى لتكرم واحدة من أعظم الأيقونات الثقافية في تاريخ العالم العربي، أم كلثوم، التي ستظل تظل تلهم الأجيال القادمة.