في تطور لافت للعلاقات غير الرسمية بين الجانبين، سُمح لوفد مكوّن من 600 رجل دين درزي من سوريا بدخول الأراضي المحتلة والمبيت داخلها لأول مرة منذ عقود، ضمن زيارة دينية لمقام النبي شعيب. الزيارة دي بتعتبر نقلة نوعية في مستوى التعامل بين السلطات الإسرائيلية والطائفة الدرزية في سوريا، خصوصًا مع السماح لهم بالمبيت والعودة في اليوم التالي، بعد ما كانت الزيارات السابقة محصورة في النهار فقط.
التحرك ده بيكشف عن محاولات إسرائيلية جديدة لإعادة رسم علاقتها مع الأقليات في المنطقة، خاصة مع استمرار تمسكها بالهضبة المحتلة وضمها من طرف واحد، رغم الرفض الدولي. ووسط تعزيزات أمنية مشددة على الحدود، بتتزامن الزيارة مع تحركات دبلوماسية إسرائيلية بتسعى فيها لكسب مزيد من أوراق النفوذ داخل النسيج السوري المعقد.
إسرائيل لطالما حاولت توظيف علاقاتها مع الأقليات في المنطقة كجزء من استراتيجيتها الأمنية والسياسية، والزيارة دي مش مجرد نشاط ديني، بل مؤشر على تحولات أعمق بتحصل في الكواليس، ممكن يكون ليها تأثير مباشر على مستقبل الجولان، وعلى شكل التوازنات الطائفية في المنطقة خلال المرحلة الجاية.