البيدوفيليا … بين الشذوذ والمرض نفسي
مقال: د/ اسماء عبدالرحمن
انتشرت ظاهرة اغتصاب الأطفال بين مغتصبين للبنات غير أن مؤخرًا ازدادت ظاهرة مغتصبين الأولاد من نفس الجنس، فما هي هذه الظاهرة ولما انتشرت في تلك الفترة؟
البيدوفيليا (Pedophilia) أو الانجذاب الجنسي والميول الشهوانية تجاه الأطفال سواء الإناث منهم أو الذكور ، وفي الخطابات الإعلامية قديما يعرف بالعلماني، وهو ميل يعتبر في عصرنا أمرًا شاذًا بسبب عدم تطابقه مع وضعية الطفل الذي يحتاج إلى الحماية والرعاية نظرًا لهشاشته لكونه ضعيفًا وسط عالم الكبار، كما أن شذوذ هذا السلوك يؤكد أن شخصية “البيدوفيل” بمختلف أنواعها التي ذكرها الأخصائيون، هي شخصية مضطربة وغير سوية.
وهي ظاهرة انتشرت مؤخرًا وخاصة بعد افتتاح الأولمبياد في فرنسا وتمثيل لوحة العشاء الأخير وعرض البيدوفيليا والترويج لها، وأكثر ما يُرّوج لهذا الأمر هي المواقع الإباحية التي تُتيح كل الأصناف من الأفلام والتي في البداية من يُتابعها يعتبرها مُخالفة للفطرة ولكن سرعان ما يتم التعود على ذلك وخصوصًا في ظل الترويج الفترة الماضية للشذوذ الجنسي واعتبارهم فئة لهم الحق في كل شيء ومطالبتهم بالاعتراف بهم
وقد قامت مواقع ألمانية بإجراء أبحاث مشتركة للكشف عن أسباب الاعتداء على الأطفال واعتمدت الدراسة على استخدام التصوير بالرنين المغناطيسي لمعرفة أسباب الاعتداء الجنسي على الأطفال، وقد أثبتت الاختبارات أن مرضى البيدوفيليا يعانون من بعض التشوهات العصبية ونسبة الذكاء عندهم أقل بحوالي ثماني في المائة عن المتوسط، حسب الطبيب النفسي جورخي بونسيتي، الذي يضيف أن"من المثير للاهتمام أيضا أن عمر الضحية له علاقة مع نسبة الذكاء عند الجاني". وهذا يعني أنه كلما كان غباء الجاني أكثر، يكون الطفل اصغر سنا. كما أن هناك أدلة على أن المولعين بالأطفال يكونون أقصر من متوسط حجم السكان. كما وجد باحثون كنديون أن المولعين بالأطفال تعرضوا لضعف عدد إصابات الرأس في مرحلة الطفولة بالمقارنة مع غيرهم من الأطفال.
وما يجهله الكثيرون هو أن الاعتداء الجنسي على الأطفال يصنف في الطب الجنسي كاضطراب عقلي وبالتالي كمرض. وهذا صحيح فقط إذا كان ذلك يتسببت في ضرر شخصي أو للآخر. "حسب نظام التصنيف النفسي الأمريكي الجديد، تصنف البيدوفيليا كاضطراب عقلي عندما يكون الشخص ذو التوجه الجنسي يعيش هذه الرغبة- أو على الأقل يعاني بسببها"، على حد تعبير جورخي بونسيتي، الذي يضيف "إذا كان لديه هذا الميل فقط، دون أن يصبح الجاني، فيمكن الحديث عن مجرد ميول جنسي."
فمن المعروف في جميع الأديان أن التحرش الجنسي بالأطفال من الفواحش المنكرة والقبائح الأخلاقية المحرمة، وإذا وقع ذلك مع الأولاد والأقارب كان أفحش وأقبح، وقد سبق لنا بيان التحرش وحرمته وأن عقوبته التعزير والفارق بينه وبين الزنى.
ولكن هل يسعى الغرب للاعتراف بالبيدوفيليا وذلك علي غرار قول بعض الشواذ "هذا عصر الحب لا الحرب.. في يوم من الأيام سننال كل حقوقنا، وسيعترف المجتمع بتوجهنا الجنسي نحو الأطفال، نحن نعاني من التمييز والاضطهاد، رغم أننا قادرون على إنشاء علاقة عاطفية وجنسية مع الأطفال أحيانا أفضل من علاقتهم بآبائهم وأمهاتهم!"(توم أوكارول)" .
يقوم الأطباء النفسيون الآن بإعادة تعريف البيدوفيليا بالطريقة نفسها التي تم إعادة تعريف الشذوذ الجنسي بها منذ عدة سنوات ماضية، حيث تبدأ أولى الخطوات بكسر التابو الاجتماعي عبر الحديث عن البيدوفيليا سواء سلبًا أو إيجابًا بشكل علني ومفتوح أمام الجماهير وفي وسائل الإعلام، ثم تتبعها خطوة نزع الصفات السلبية عن الغلمانيين وتبرئة البيدوفيليا من أي طعن أو خلل يوجه إليها من أجل إزالة أي اتهام أخلاقي عن الغلمانيين وتحويلهم من مجرمين إلى ضحايا، لجذب التعاطف تجاههم. بعد ذلك، تأتي خطوة إثبات أن الغلمانيين هم بشر كالبقية، يستحقون نفس الحقوق والكرامة والمساواة، وأخيرا تنتهي المسيرة بتقنين وضع البيدوفيليا دستوريا وقانونا لتصبح إعاقة الغلمانيين شكلا من أشكال الرجعية وتكميم الأفواه وتعطيل مسيرة التقدم والحرية.
فعلى صعيد آخر غير الذي تعاطف مع الطالبة طالبة الطب "ميريام هايني"، قامت هيئة الإذاعة البريطانية "BBC" بنشر مقالة بعنوان "البيدوفيل يحتاج إلى المساعدة لا إلى الإدانة"رفضت فيه تطبيع العلاقة مع الغلمانيين واعتبرت الهيئة فيه أن البيدوفيليا هي مجرد "اضطراب ذهني"، ثم ختمت مقالها بتجربة لأحد الأشخاص الغلمانيين الذين "تم علاجهم" و"تعافوا" من حبهم للأطفال، وصار الآن يعيش حياة سعيدة مع زوجته.
في السياق نفسه قامت شبكة "CBN" الإخبارية بإيراد العديد من التعليقات التي تنفي تماما أن البيدوفيليا هي أمر طبيعي وتؤكد على أنه انحراف وشذوذ عن الطبيعة البشرية، حيث نقلت الشبكة عن الطبيبة النفسية ليندا مينتل أن البيدوفيليا عبارة عن "اضطراب ذهني مصنف ضمن الاختلالات الجنسية"بل ذهبت الشبكة إلى أوسع من ذلك، فقد رأت أن الغلمانيين ليسوا كبقية البشر حتى في تركيبتهم الفسيولوجية، فقد أوردت تصريحا للطبيب النفسي ذائع الصيت دانيال أمن يقول فيه إن "الغلمانيين يمتلكون أمخاخا ليست كبقية أمخاخ البشر، فإننا لو أجرينا مسحا على مخهم لوجدنا أن مخهم يشبه مخ من يعاني من الوسواس القهري، وبقشرة أمامية أصغر.
وبين ذلك الرأي وذاك يبقى السؤال هل سيكون هناك ردع لما يحاول الغرب نشره داخل ثقافتنا العربية والإسلامية أم سنسير مع التيار لنرى ذات يوم قريب أن ذلك الرجل البالغ يعتدي على طفل ويصبح هذا الشيء معتاد وعادي ؟، وهل سينجح الغرب في فرض هذه السياسة على العرب؟!