وسط تصاعد نيران الصراع في الشرق الأوسط، دخلت سلطنة عمان على خط الوساطة بإجراء اتصال رفيع المستوى بين سلطان البلاد هيثم بن طارق والرئيس الإيراني مسعود بزشكيان، في محاولة واضحة لاحتواء الأزمة المتفاقمة.
السلطان أعرب خلال المكالمة عن تعازيه في ضحايا الاعتداءات الإسرائيلية الأخيرة، مشيرًا إلى الأضرار البالغة التي لحقت بالبنية التحتية والمنشآت الحيوية، ومشددًا على أهمية التهدئة وضرورة العودة لطاولة الحوار لتفادي المزيد من التصعيد وسقوط المزيد من الضحايا.
وأكد سلطان عمان أن بلاده حريصة على تسخير أدواتها السياسية والدبلوماسية كافة للمساعدة في إنهاء الأزمة، مشيرًا إلى ضرورة إيجاد تسوية عادلة تحفظ الحقوق وتعيد الاستقرار إلى المنطقة.
في الوقت ذاته، أعلن الكرملين استعداد موسكو للعب دور الوسيط في النزاع، موضحًا أن المقترحات السابقة بشأن تخزين اليورانيوم الإيراني على الأراضي الروسية لا تزال قائمة، رغم تعقيد الأوضاع الميدانية بفعل التصعيد الأخير.
أما الولايات المتحدة، فأبدى رئيسها السابق دونالد ترامب انفتاحه على دخول الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على خط الوساطة، مؤكدًا أن اتصالًا جرى بينهما لمناقشة إمكانية تهدئة التوتر المتصاعد بين طهران وتل أبيب.
يأتي ذلك في ظل استمرار الهجمات الإسرائيلية الواسعة على أهداف إيرانية منذ 13 يونيو، التي تركزت على منشآت عسكرية ونووية، وسط تأكيد إسرائيلي على منع طهران من امتلاك سلاح نووي، وهو ما تنفيه الأخيرة بشكل قاطع.
التحركات الدبلوماسية المتسارعة تعكس قلقًا دوليًا متزايدًا من اتساع رقعة الحرب، في وقت تبدو فيه المنطقة على شفا تصعيد أوسع قد يتجاوز الحدود التقليدية، ويهدد الاستقرار الإقليمي والدولي في آنٍ واحد.