هدنة تحت النار.. تفاصيل الأيام الستين الفاصلة بين الحرب والسلام في غزة



تقترب الساعات من لحظة حاسمة في مسار الحرب على غزة، بعد أن بدأت تتضح ملامح اتفاق هدنة معقّدة تحمل في طياتها تفاصيل دقيقة لعمليات إطلاق الرهائن والانسحابات العسكرية، وسط ترقب دولي وانتظار الرد النهائي من حركة حماس. إسرائيل أعلنت موافقتها، فيما تتجه الأنظار إلى الدوحة حيث تجري المشاورات الأخيرة التي قد تحدد مصير المنطقة لأشهر قادمة.


الاتفاق المطروح يتضمن وقفًا لإطلاق النار مدته 60 يومًا، تبدأ خلاله عمليات الإفراج التدريجي عن رهائن أحياء وجثامين، مقابل إطلاق سراح مئات الأسرى الفلسطينيين، بعضهم من ذوي الأحكام الثقيلة. في المقابل، تنفذ القوات الإسرائيلية انسحابات جزئية من محاور قتالية حساسة في شمال القطاع ووسطه، مع إبقاء قواتها متمركزة في محاور أخرى مثل صلاح الدين وموراج.


وسط هذه الترتيبات، تتوالى التصريحات المتضاربة بين القيادات الإسرائيلية، حيث يروج رئيس الوزراء لاتفاق قريب، بينما يدعو وزراء آخرون إلى احتلال كامل للقطاع ووقف أي مساعدات إنسانية. وتبقى قضايا كبرى محل خلاف، مثل آليات توزيع الإغاثة وشروط تمديد الهدنة أو تحويلها إلى وقف دائم لإطلاق النار.


الوسطاء يواصلون ضغوطهم لتثبيت الاتفاق، فيما ينتظر أن يحمل لقاء مرتقب بين نتنياهو والرئيس الأمريكي إعلانًا رسميًا إذا ما سارت الأمور كما خُطط لها. ورغم المناخ المتفائل الذي تبديه بعض الأطراف، إلا أن التجارب السابقة أثبتت أن أي خلل في اللحظات الأخيرة قد يعيد الأمور إلى نقطة الصفر. المواجهة الآن ليست فقط على الأرض، بل في كواليس السياسة الدولية، حيث يُرسم مصير غزة بين خطوط خرائط تفاوض لا تزال عرضة للانهيار في أي لحظة.



إرسال تعليق

أحدث أقدم

نموذج الاتصال