من ملاعب الأهلي إلى أضواء السينما.. كيف غيّر الفن مسار أحمد السقا؟
يحتفل النجم أحمد السقا اليوم بعيد ميلاده، حيث وُلِد في 1 مارس 1973، ليصبح واحدًا من أهم نجوم جيله، متربعًا على عرش الأكشن والإثارة في السينما المصرية. لكن القليلين يعلمون أن مشوار السقا نحو النجومية بدأ من المستطيل الأخضر وليس أمام الكاميرات، حيث كان لاعبًا في صفوف النادي الأهلي قبل أن تقوده الأقدار إلى عالم الفن.
حلم الكرة الذي لم يكتمل
انضم السقا إلى فريق الناشئين في الأهلي عندما كان في سن صغيرة، ولعب ضمن فريق 16 سنة، حيث كان يمتلك مهارات تؤهله ليصبح نجمًا في عالم الساحرة المستديرة. لكن القدر كان له رأي آخر، فقد ورث حب الفن عن والده صلاح السقا، أحد رواد فن العرائس، وجده الفنان عبده السروجي.
مع الوقت، بدأ السقا يدرك أن شغفه الحقيقي يكمن في التمثيل، خصوصًا بعد أن تلقى إشادات من مخرجين أكدوا أنه يمتلك موهبة فريدة تستحق أن تُستثمر، فقرر أن يترك كرة القدم ويركز على تحقيق حلمه الفني.
من الدراما إلى السينما.. طريق المجد
لم تكن رحلة السقا نحو النجومية سهلة، لكنه بدأها بخطوات ثابتة في التلفزيون، حيث رشحه الكاتب الكبير أسامة أنور عكاشة لدور رئيسي في مسلسل النوة، ومن هناك توالت الأدوار الناجحة مثل سهرة زواج على ورق سوليفان. وفي المسرح، تألق في عروض مثل عفروتو وكدة أوكيه.
أما في السينما، فقد كانت بدايته الحقيقية في أواخر التسعينيات، حيث شارك في أفلام مثل صعيدي في الجامعة الأمريكية وهمام في أمستردام، قبل أن يحصل على أول بطولة مطلقة في فيلم شورت وفانلة وكاب، الذي كان انطلاقته الكبرى.
النجم الذي لا يعرف المستحيل
عرف الجمهور أحمد السقا كفارس سينمائي يعشق الإثارة والتحدي، وهذا ظهر جليًا في أفلامه التي أصبحت علامة فارقة في الأكشن المصري، مثل:
مافيا (2002) تيتو (2004) حرب إيطاليا (2005) الجزيرة (2007 و2014) إبراهيم الأبيض (2009) المصلحة (2012) هروب اضطراري (2017)
وتعد هذه الأعمال محطات بارزة صنعت من السقا نجمًا متكاملًا في السينما المصرية، محققًا نجاحات كبيرة وإيرادات قياسية.
عاشق الخيول والمغامرات
إلى جانب السينما، يُعرف السقا بعشقه الكبير للفروسية، حيث يمتلك إسطبلًا خاصًا ويحرص على تدريب الخيول بنفسه. ولعل هذا العشق ظهر في العديد من أعماله السينمائية، حيث أصرّ على تقديم المشاهد الخطيرة بنفسه دون الاستعانة ببديل، ما زاد من شعبيته بين الجمهور.
أحمد السقا.. النجم المتجدد
لم يكتف السقا بالسينما فقط، بل تألق أيضًا في الدراما التلفزيونية من خلال أعمال مثل:
خطوط حمراء (2012) ذهاب وعودة (2015) ولد الغلابة (2019) نسل الأغراب (2021)
وبفضل موهبته المتجددة، ظل أحمد السقا واحدًا من أهم نجوم جيله، محتفظًا بمكانته كأيقونة سينمائية لا تغيب عنها الأضواء.
من لاعب كرة إلى نجم شباك.. رحلة كفاح تلهم الملايين
رحلة أحمد السقا تؤكد أن النجاح لا يأتي بسهولة، بل يحتاج إلى قرار جريء وشغف حقيقي. فبينما كان بإمكانه الاستمرار كلاعب كرة في الأهلي، اختار أن يخوض مغامرة التمثيل، ليصبح اليوم أحد أكثر نجوم السينما المصرية تأثيرًا وإبداعًا.
هكذا، من ملاعب كرة القدم إلى صالات السينما، صنع السقا مسيرته بأسلوبه الخاص، ليصبح مثالًا حيًا على أن الإصرار والشغف هما مفتاح النجاح.