في تصعيد غير مسبوق، وجّه الحرس الثوري الإيراني صفعة مباشرة لإسرائيل، بإعلانه تنفيذ ضربات مركزة على قاعدتين جويتين بالغتي الأهمية: نفاتيم وهاتزريم. الرسالة كانت واضحة وصادمة: لا مكان آمن في قلب الكيان، ولا سماء محمية بعد اليوم.
الضربات الإيرانية التي جاءت كرد فعل على الهجمات الإسرائيلية، استهدفت مواقع عسكرية تضم أنظمة صاروخية ودفاعات جوية، وسط مناطق سكنية داخل الأراضي المحتلة. وفي بيان شديد اللهجة، أكدت طهران أن هذه الضربات ليست سوى بداية لتحول إسرائيل إلى ساحة حرب مفتوحة، مشددة على أن الدفاعات الجوية الإسرائيلية "فاشلة"، وأن الأجواء مكشوفة بالكامل.
التصعيد لم يكن مجرد رد فعل، بل خطوة محسوبة ضمن عملية متواصلة، نفذ فيها الحرس الثوري الليلة الماضية الموجة الخامسة عشرة من الهجمات، مستخدمًا صواريخ استراتيجية وطائرات مسيرة. ويبدو أن السيناريو الميداني بدأ ينحرف من المواجهة التقليدية إلى اختبار صبر وقدرة تل أبيب على الصمود أمام حرب استنزاف مستمرة.
في المقابل، يعيش الإسرائيليون حالة من الذعر والاختباء، بعدما توقفت الحياة فوق الأرض، ولجأ الآلاف إلى الملاجئ، في حين بدأت موجة هروب جماعي إلى قبرص واليونان عبر البحر. هي لحظة فارقة تؤكد أن حدود المعركة لم تعد جغرافية، بل نفسية واستراتيجية أيضًا.
المشهد يزداد اشتعالًا، والأسئلة تزداد خطورة: هل تتحمل إسرائيل هذا التهديد المتصاعد؟ أم أننا بصدد انكشاف درامي لما كان يُظن أنه أقوى نظام دفاعي في الشرق الأوسط؟ الأيام القادمة ستحمل الإجابة، وربما تحمل ما هو أبعد من مجرد صواريخ.