الوجه الحقيقي للهوية الإسرائيلية ...عندما تصبح العنصرية عقيدة وطنية

 الوجه الحقيقي للهوية الإسرائيلية ...عندما تصبح العنصرية عقيدة وطنية


إسرائيل " كيان " قائم على التمييز العنصري فقد روجت دولتهم " المزعومة " لمنظومة حقوق مبنية على تمييز قسري بين مجموعتين أساسيتين من السكان، الأولى: يهودية ولها حقوق كاملة، ومجموعة أُخرى تُقوض كل الأُسس التى تثبت حقوقها كمجموعة سُكانية أصلانية تنتمي إلى وطنها الذي سُلب بغطاء الشرعية الدولية .

حيث تحدثت وثيقة الاستقلال الإسرائيلية عن أشكال مُختلفة من الحقوق، إلا أنها رهنتها بالبنية القومية التى لا تعطى الأغلبية اليهودية فقط، وإنما الشعب اليهودي بأكمله داخل وخارج إسرائيل الحق الكامل في التحكم في منظومة الحقوق داخل الدولة " المزعومة" ، وفي علاقاتها مع محيطها الدولي .أى أن منظومة حقوق الإنسان التى تطورت في إسرائيل أكدت أن حق الإنسان يجب أن يبقى مرهوناً بالانتماء القومي .

وفي الوقت الذي وقفت فيه كل الأُمم ضد التمييز العنصري، ظلت إسرائيل تمارسه بصورة موسعه ضد العرب، وقد تنبهت الأُمم المتحدة إلى هذا الأمر، فأصدرت الجمعية العمومية لهيئة الأُمم المتحدة في نوفمبر 1975 قرار يصم الصهيونية بأنها شكل من أشكال التمييز العرقي .

كذلك تعتبر إسرائيل مُنتهكة للقانون الدولي بسبب عدم احترام إتفاقية جنيف التي تنص المادة 49 منها صراحةً على أنه لا يجوز لقوة الإحتلال ترحيل أو نقل جزء من سكانها المدنيين إلى الأراضي التي تحتلها. ففي القانون الدولي المُعاصر ، يعد الإحتلال الحربي لأراضي دولة بالقوة غير قانوني بموجب أحكام إعلان مبادئ القانون الدولي للأُمم المتحدة، الذي اعتمدته الجمعية العامة للأُمم المتحدة في عام 1970 دون تصويت .

أما عن الانتهاكات التى ترتكبها إسرائيل في حق اليهود أنفسهم يقول " إسرائيل شاحاك " رئيس الجمعية الإسرائيلية للحقوق المدنية والإنسانية " أن الدولة اليهودية تُقيد حُريات اليهود الدينية، وأن الصهيونية أبعد من أن تكون حركة تحرر يهودية بحسب إدعاء الصهيونيين، بل هي حركة رجعية يهودية تنطوي على تقييد الحريات اليهودية. ويمكن إظهار الطابع الرجعي للصهيونية حتى من دون الإشارة إلى الفلسطينيين ونكران حقوقهم؛ فقد أنكرت الصهيونية حقوق اليهود أيضاً، وساعدها في ذلك الإكراه الديني الذي أُنشىء عمداً من أجل "بناء الدولة". ووفقاً للنمط الذي تعتمده الحركات الرجعية كافة، فمصطلح يهودي في إسرائيل هو مصطلح سياسي وإداري، فهي دولة تُصنف الأفراد 'يهوداً' بحسب قوميتهم، وتقسم الإنسانية إلى 'يهود' وآخرين" .في النهاية، لا يمكن تجاهل حقيقة أن التمييز العنصري في إسرائيل ليس مجرد ممارسات فردية أو أخطاء عابرة، بل هو جزء متجذر في بنية النظام والسياسات التي تكرّس التفوق لفئة على حساب أخرى.

إرسال تعليق

أحدث أقدم

نموذج الاتصال