في خطوة مفاجئة أعقبت إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وقف إطلاق النار بين إسرائيل وإيران، لجأ رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى عقد اجتماع وزاري مصغّر، مغلق على عدد محدود من المسؤولين، وسط حالة من الصمت الرسمي المفروض على الوزراء.
مصادر إعلامية إسرائيلية كشفت أن نتنياهو أصدر تعليمات مباشرة لأعضاء حكومته بعدم التعليق على إعلان ترامب، الذي جاء عبر منشور على منصة "تروث سوشيال"، وأكد فيه أن "نهاية الحرب بين إيران وإسرائيل ستدخل حيز التنفيذ بعد ساعات قليلة".
التحرك الإسرائيلي الصامت قابله خطاب ناري من ترامب، الذي شدد على أن الحرب كانت ستُشعل الشرق الأوسط لسنوات، مشيدًا بما وصفه بـ"شجاعة وقدرة الطرفين" على إيقاف ما أطلق عليه "حرب الاثني عشر يومًا".
ورغم الاحتفاء الأمريكي بالاتفاق، بدا واضحًا أن القرار لم يكن محل إجماع داخل المؤسسات الإسرائيلية، خاصة مع تحركات نتنياهو المنفردة ومحاولته إدارة المشهد بمعزل عن بعض وزرائه.
التوقيت الدقيق لبداية وقف إطلاق النار حُدد بفارق زمني بين الطرفين، حيث تبدأ إيران التهدئة بعد 6 ساعات، تليها إسرائيل بـ12 ساعة، وهو ترتيب أثار تساؤلات حول التفاهمات الحقيقية التي تمت خلف الكواليس، والدور الذي لعبته أطراف وسيطة لم يُكشف عنها بعد.
في المقابل، لم يتأخر الرد الإيراني، حيث وصفت بعض الوسائل الرسمية الاتفاق بأنه "خدعة سياسية"، ما يفتح الباب لاحتمالات عودة التوتر في أي لحظة إذا ما فشلت الأطراف في الالتزام ببنود الاتفاق غير المعلنة.
المنطقة الآن على حافة تحول كبير، ما بين أمل بسلام هش ومخاوف من تصعيد مفاجئ، وكل الأنظار تتجه إلى ما سيخرج به اجتماع نتنياهو المغلق من قرارات قد ترسم ملامح المرحلة المقبلة.