في كواليس السياسة الدولية، ظهر اسم قطر كلاعبٍ محوري في واحدة من أكثر الأزمات توترًا في الشرق الأوسط خلال السنوات الأخيرة. مصادر دبلوماسية أكدت أن الدوحة لعبت دورًا مباشرًا في التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بين إيران وإسرائيل، في وقت تتسارع فيه الأحداث على وقع تصريحات متضاربة من الجانبين.
مسؤول مطلع كشف أن تدخل رئيس وزراء قطر جاء ضمن التفاهمات التي أفضت إلى موافقة طهران على إنهاء التصعيد، وسط جهود دبلوماسية مكثفة سبقت إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن الاتفاق.
ترامب، وكعادته، اختار منصته الخاصة ليعلن للعالم أن الحرب انتهت. منشوره الأخير حمل لغة الانتصار، مشيدًا بقدرة الطرفين على إيقاف نزيف كان على وشك أن يتحول إلى كارثة إقليمية. وحدد موعدًا دقيقًا لدخول الاتفاق حيز التنفيذ، مؤكدًا أن إيران ستوقف النار أولًا، ثم تلحق بها إسرائيل بعد ساعات.
ورغم هذا الإعلان الصاخب، بقي المشهد في تل أبيب مشوبًا بالحذر، حيث فضل المسؤولون الإسرائيليون الصمت، واكتفى رئيس الوزراء بعقد اجتماع مصغّر لبحث تبعات التفاهمات التي لم تُكشف تفاصيلها بعد. في المقابل، خرجت أصوات في طهران تصف الاتفاق بـ"الوهمي"، معتبرة أن واشنطن وتل أبيب تسعيان لتثبيت مكاسب ميدانية عبر لغة السلام.
ومع ذلك، فإن دخول قطر على خط الوساطة أضفى بُعدًا جديدًا للمعادلة، خاصة وأن الدوحة تمتلك قنوات مفتوحة مع الطرفين، وتُعرف بقدرتها على إدارة تفاهمات معقدة في أوقات الأزمات.
المنطقة اليوم أمام منعطف خطير؛ إما أن يُكتب لهذا الاتفاق النجاح وتبدأ مرحلة جديدة من التهدئة، أو تنهار الهدنة قبل أن تُولد وسط الشكوك والتناقضات. وبين هذا وذاك، يبقى الدور القطري تحت المجهر، كعنصر حاسم في سباق الزمن بين الدبلوماسية والانفجار.