الشرق الأوسط يشتعل، ومجلس الأمن يتحول إلى ساحة اتهامات بعد التصعيد المتلاحق بين طهران وتل أبيب. مندوبة الولايات المتحدة لم تترك مجالًا للشك، وأكدت أن إيران هي من دفعت حزب الله لفتح جبهة جديدة من الجنوب اللبناني، في توقيت بالغ الحساسية يعكس حجم التعقيد والتشابك الإقليمي.
الإيرانيون لا ينكرون، بل يردّون بإصرار. صواريخهم تنهال على الداخل الإسرائيلي، وسط إعلان الحرس الثوري عن موجة جديدة من الضربات الاستراتيجية التي استهدفت مواقع عسكرية في قلب الدولة العبرية. تل أبيب تعيش في حالة طوارئ، والمدنيون ينزحون نحو الملاجئ، بينما ترتفع ألسنة اللهب من قلب حيفا.
التصعيد تخطى حدوده التقليدية، وتحول إلى مواجهة مفتوحة في الميدان والدبلوماسية. تصريحات المندوبة الأمريكية حول طموح إيران النووي كانت مباشرة، إذ طالبت طهران بالتخلي عن هذا المسار الذي وصفته بالمدمر، محذرة من خسائر فادحة في حال تمادت الجمهورية الإسلامية في تحدي الوكالة الدولية للطاقة الذرية.
في المقابل، تصر طهران على المضي قدمًا، مشيرة إلى أن الرد على العدوان الإسرائيلي مشروع، وأن رسائلها الصاروخية ستتواصل طالما استمرت الغارات على أراضيها أو على حلفائها في غزة ولبنان. المشهد أكثر سخونة من أي وقت مضى، وكل الأطراف تبدو على شفا مواجهة مفتوحة قد تعيد رسم خريطة الشرق الأوسط بالكامل.
في هذه اللحظة الفاصلة، الجميع يترقب. الأصابع على الزناد، والأعين على شاشات الرادار. ما كان يُدار في الظل أصبح علنًا، والمعركة لم تعد بالوكالة فقط، بل تحوّلت إلى سباق بين من يملك القرار أولًا... ومن يتحمل ثمنه.