الأطفال الرقميين والذكاء الاصطناعي (2)

(2) الأطفال الرقميين والذكاء الاصطناعي


 مقال بقلم: د/ أسماء عبدالرحمن 

طالما كان التفاعل الإلكتروني يُمثل مظهرًا من مظاهر التعامل التكنولوچي إلا إنه يولد لديهم العديد من الآثار السلبية كالمخاطر الاجتماعية والنفسية وتشتيت الانتباه وضعف لا إنعدام التركيز، وتبديل الاهتمامات فضلًا عن الإدمان الإلكتروني، وهي ظاهرة تولد لديهم شغفًا ومتعة ورغبةً مستمرة في التواصل الاجتماعي الدائم مع الآخرين داخل الشبكة الاجتماعية.


وبالتالي يتضاعف تأثير هذه الظاهرة على الطفل المُدمن للهواتف الذكية ووسائل التواصل الاجتماعي، حيث تسبب توترًا وقلقًا له، ومن ثم يُصاب بحالة عاطفية سلبية، تنجم من تدني مستوى جودة الحياة المتصورة لديه، فيشعر بالعجز عن تلبية وإشباع احتياجاته من التفاعل والإرتباط الاجتماعي ، وقد يرجع هذا كنتيجة طبيعية للعزلة والإقصاء الاجتماعي الذي يصاحبه عدد من الأمراض النفسية كالاكتئاب والقلق والخوف الشديد واضطراب السيطرة على الانفعالات وفرط النشاط والحركة ونقص الانتباه.

هذا ويؤدي استخدام الطفل المفرط لوسائل التواصل الاجتماعي للتأثير على صحته النفسية، ومن ثم تسبب له حالة من إرهاق وسائل التواصل الاجتماعي نتيجة للكم الهائل من المعلومات "Social Media Fatigue" التي تفوق قدراته الذهنية المتواجدة وتُشعره بالقلق والذهول.

ونتيجة لتصدر نوافذ الإعلام المحيطة بالمستهلك بصور الأثرياء والمؤثرين والبلوجر والمشاهير يولد لدى الطفل مشاعر بالحرمان والتطلع الزائد كي يكون مثلهم، فيبدأ في اعتلاء منافذ التيك توك، أو تقوم تلك الفتاة بالتعري كي تحصل على عدد تفاعلات ومن ثم انتشار الڤيديو على نطاق واسع ومن ثم الشهرة كل هذه المشاعر  تعكس عدم الاحساس دالة والمزيد من الإحباط والأفكار الاجتماعية غير السوية تقتضي التوجيه نمط استهلاك معين.

وقد يرجع هذا أيضًا لإنصراف الأبناء عن الآباء والأجداد واختفاء قصص الأجداد والآباء واستبدالها بالهاتف المحمولة الذي يُفضل الابن استخدامه لساعات كبيرة ، مما يتسبب في بعض الأحيان بالاغتراب النسبي وضعف مهارات التواصل، وأيضًا يعرضهم للجهات السييرانية مثل أزمات الاختراق أو الابتزاز الإلكتروني في كثير من الأحيان.

ويلعب الإعلام يلعب دورًا هامًا تجاه الأطفال الرقميين من خلال التوعية بمخاطر الإفراط في التعامل مع التكنولوچيا والإنترنت ، بدءًا من توعية الوالدين إلى توعية الأطفال خاصة في السن من ١٣ إلى ١٨ عامًا ، وخاصةً من مخاطر الديب ويب وكذلك العمل على تدشين منصات رقمية للتعلم والتوعية لتحقيق التوازن مما يتطلب تضافر الجهد ولحماية الأطفال من خلال سن تشريعات تحرم ذلك لخلق بيئة رقمية آمنة.


ومازال للحديث باقية ......

إرسال تعليق

أحدث أقدم

نموذج الاتصال